نحن هنا...

شمس الدين محمد حافظ الملقب ب«خواجه حافظ الشيرازي» والشهير ب«لسان الغيب» من اشهر الشعراء الايرانيين ونجم ساطع في سماء العلم والادب في ايران.

ورغم شهرته الواسعة الا انه لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة عنه وخاصة عن ولادته، الا ان الادلة تشير الى انه ولد في حدود عام 726 ه.ق في مدينة شيراز التي كان يعشقها بكل ما للكلمة من معنى كما لا تتوفر لدينا معلومات ايضا عن عائلته واجداده، ويبدو ان ابيه كان يسمى ببهاء الدين وكان قد هاجر من اصفهان الى شيراز في فترة حكم السلطان اتابك الذي كان يحكم منطقة فارس.

منذ طفولته اتجه شمس الدين الى الكتاب والمدرسة وبعد ان تعلم علوم زمانه التحق بجلسات تدريس العلماء والفضلاء في مسقط راسه ومنهم قوام الدين عبدالله الذي اخذ منه الكثير.
في شبابه ضعفت السلسلة الاتابكية وسيطر آل اينجو الايلخانيين المغول على المنطقة. وحاز حافظ على اهتمام آل اينجو ونال منصبا كبيرا اثناء فترة حكم الملك جمال الدين ابواسحاق.

واتسمت فترة حكم ابو اسحاق اينجو باستتباب العدل والانصاف، وكان هذا الملك يحب العلماء والادباء لذلك نال حافظ الشيرازي احترام وتقدير كبيرين منه، واطلق الشيرازي القابا عديدة على هذا الملك مثل «سماء العلم والحياء» وفاء من الشاعر لهذا الحاكم..وحكم ابواسحاق للفترة بين 742ه.ق الى 754ه.ق.

وبعد عهد من السلام والصفاء جاء الامير مبارز الدين مؤسس سلسلة آل مظفر الى الحكم بعد ان قتل اسحاق واسس دولة كان اساسها الظلم والجور والقسوة وكان ملكا عصبيا وظالماً ومتعصبا خاصة في امور الدين والمذهب وعامل الناس بقسوة شديدة. وحرم الناس ابان حكمه من الحريات والمواهب الطبيعية. وكان مبارز الدين يظهر نفسه بمظهر المسلم المتعصب لدينه والذي يعمل على اجراء الشريعة والاحكام الاسلامية. وعارض حافظ الشيرازي هذه الممارسات وهاجمها واعتبرها رياء ونوعا من التعصب المذهبي الظاهري. ولم تستمر فترة حكم مبارز الدين طويلا ففي عام 759ه.ق قام ولداه مسعود وشجاع بمؤامرة ضده بعد ان ضاقا ذرعا بممارساته الظالمة واعتقلوه وفقؤوا عينه واسقطوا حكومته.
وعاصر حافظ الشيرازي كلا من الشاه شجاع والشاه منصور واعجب بهما بسبب نبذهما لمظاهر التعصب والتحجر في شيراز ولاهتمامهما بالشعر والشعراء، وكانا هما بدورهما يكنان له كل الاحترام ويدافعان عنه. وتزامنت الايام الاخيرة من عمر شاعرنا مع هجوم امير تيمور الملك الظالم والقاسي والدموي على شيراز بعد ان كان قد ارتكب الكثير من الجرائم والمذابح في اصفهان. وقد اعجب به تيمور بعد لقاء شهير جمعهما وحوار دار بينهما فتفضل عليه بالعناية والاهتمام والتقدير. وتوفى الخواجة حافظ الشيرازي عام 791ه.ق ووري الثرى في منطقة جميلة وهادئة تسمى «جلجشت مصلى» كان حافظ يحبها كثيرا، وقد تغير اسم هذه المنطقة بعد دفنه فيها واطلق عليها اسم «حافظية» واشتهرت بهذا الاسم.

× مزار حافظ في شيراز (حافظية)، انظر جميع الصور هنا.
مزار حافظ في شيراز (حافظية)
ما هي فكرتك حول مزار حافظ في شيراز (حافظية) ?
اسم
البريد الإلكتروني
تعليقات