فلح الشفة و الحنك، الشفة المشقوقة أو الحلق المشقوقأو الشفة الارنبية ، والتي يمكن أيضا أن تحدثا معاً كما في الشفة والحلق المشقوقين - يعتبر أحد الأنواع المتعددة للتشوه الخلقي الناجمة عن النمو غير الطبيعي في وجه الطفل أثناء فترة الحمل. والشق هو فتحة أوفجوة نتيجة عدم أكتمال (خلل) في البنية الطبيعية للجسم التي تشكل قبل الولادة. وتتراوح النسبة حوالي 1 في كل 700 طفل مولود لديه حالة الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق. نسبة حدوث الشق يختلف بين البلدان والشعوب. وقديما كان يستخدم المصطلح الشفة الأرنبية لهذة الحالة، استنادا إلى التشابه في شكل شق الشفة للأرنب.
ونادرً ما قد تمتد الشقوق إلى أجزاء أخرى من الوجه، مثل العينين والأذنين والأنف والخدين والجبين. ولكن هذة الحالات من الشقوق تعد فائقة الندرة، وقد وصف بول تيسييه عام 1976 خمسة عشر خط من هذة الشقوق. وكثيرا ما توصف بشقوق تيسييه نسبة إلى محدد المواقع العددية التي وضعها تيسييه.
من السهل علاج حالات الشفة أو الحلق المشقوقين بعملية جراحية بنسبة نجاح عالية جدا، خاصة إذا ما تمت العملية بعد الولادة أو خلال السنوات الأولى من الطفولة.
عندما يولد شخص بشفه أرنبية أو شق حلقي فإن ذلك يزيد نسبه احتمال اصابه ابنائه إلى 7 لكل 700 (مقارنة ب 1 لكل 700).
تكلم أبو بكر الرازي في كتابه "الحاوي" عن كيفية تعديل فلح الشفة الذي يولد به الطفل، أو الذي يحدث نتيجة التئام جروح الشفة التي لا يتيسر خياطتها في ساحة المعركة، وقد نقل أولًا قول جالينوس في ذلك، ثم بيّن رأيه النابع من الملاحظة والخبرة والتجربة، يقول:
«قال ـ يقصد جالينوس ـ "اقشر الوسط واكشط الجلد من الجانبين واقطع اللحم الذي في الوسط الذي عنه كشطنا ما قد صلب منه، وارمِ به ثم خِط الجلد من غير أن يكون يتقلص منه شيء ويلحمه فيكون العضو يرجع إلى طوله لذهاب ذلك المقاس من وسط الجلد. "الساهون يقطعون هذا خلافًا، وفعلهم في ذلك خطأ، وذلك أنهم يقطعون قطعة من الجلد واللحم معًا ثم يجمعون طرفي الجلد ويخيطونه فتجيء الشفة أصغر مما كانت"»
أما الزهراوي فكان يستعيض عن الجراحة أحيانًا بالكي، حيث يقول:
«كثيرًا ما يحدث شقاق في الشفة يسمى الشجرة ولا سيما في شفاه الصبيان فإنه كثيرًا ما يحدث. إذا عالجت هذا الشقاق بما ذكرنا بالتقسيم فلم ينجح العلاج فاحمِ مكواة صغيرة سكينية يكون جوفها على رقة السكين ثم تضعها حامية بالعجلة في نفس الشقاق حتى يصل الكي إلى عمق الشقاق ثم تعالجه حتى يبرأ إن شاء الله