نحن غير متاحين الآن...

نحن غير متاحين الآن. يمكنك الاتصال بنا بالطرق التالية:

۰۹۰۲۳۴۹۰۸۸۳ ۰۹۱۷۴۳۵۵۱۲۱ info@siahatshiraz.comاسأل سؤالا...

نحن هنا كل يوم 9-21 ما عدا أيام العطل.

ولاشك أن شيراز تدين بشهرتها الواسعة الآبدة لعلمائها الكبار وعارفيها الفضلاء ولكنها تدين بشهرتها خاصة لولديها العالمين العظيمين سعدي في القرن السابع الهجري وحافظ في القرن الثامن.

ولد حافظ في هذه المدينة من أب كان يشتغل بالتجارة. وكان أصغر أولاده الثلاثة. وتوفي الوالد وتفرق الأخوة. وبقي الابن الصغير شمس الدين محمد مع والدته في شيراز. وتذكر الموسوعة الإسلامية نقلاً أنه كان له أخت أيضاً.

أقبل على دراسة علوم الدين واللغة العربية والفارسية وبرع في ذلك كله، وحفظ القرآن الكريم وهو فتى فوصف بالحافظ، حتى غدا هذا الوصف لقباً له شُهِر به وتمسك هو به حتى جعله اسماً له يزهى به. بل كان يعزو الفضل في لطف شعره وسحر بيانه إلى ما يرمز إليه هذا اللقب.

وقد أجاد اللغة العربية إجادة تامة واطلع على التأليف العربية التي كانت متيسرة ورائجة في بلده شيراز.

وقد تعددت وكثرت الصلات بين الأدبين العربي والفارسي بل وأمتزجاً ليكونا معا تراثاً ضارياً جمع في طياته شتى أنواع الأدب وأجناسه المختلفة فمن المسلم به هو أن الفرس قد أخذوا عن العرب فن الشعر بل وإن الشعر الفارسي قد نشأ في أحضان الشعر العربي الذي كان ديوان لهم ثم قام الفرس بتطويره وتحريره من قيوده التي وضعها العرب في الخانقاه «دويرة الصوفية» نفسه.

في سماء الأدب الإيراني لمع نجم الشاعر الشهير سعدي الشيرازي، ولا شك إن الشاعر سعدي الشيرازي هو احد اكبر شعراء إيران، وهو من بعد الحكيم أبي القاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة الخالدة ثاني نجم لا مع ينير سماء الأدب الفارسي، وعلى الرغم من انقضاء زمن طويل نسبياً أي سبعة قرون من عمر الزمان  الذي ولد في أوائل القرن السابع الهجري أي أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، لعائلة من علماء الدين في شيراز  في مطلع صباه يمم شطر بغداد وفيها انصرف إلى دراسة العلوم الأدبية والدينية في المدرسة النظامية التي كانت خاصة بأتباع المذهب الشافعي .

وفي أواسط القرن السابع للهجرة، في عهد حكومة الأتابك السلغري أبي بكر بن سعد الزنكي ذهب إلى شيراز، وقدم إليه منظومته الحكمية التي اسمها «البوستان».

 في السنة التي تلت البوستان أخرج كتابه المنثور بعنوان «كلستان» «أو روضة الورد «في المواعظ والحكم مرصعاً بمقطوعات شعرية وقدمه إلى الأمير سعد بن أبي بكر الزنكي. ثم قضى معظم حياته في شيراز، إلى ان توفى الشيخ بين سنة 690 هـ و694 هـ.

 إن من يتتبع آثار هذا الشاعر العظيم الذي طبقت شهرته الآفاق في مشارق الأرض ومغاربها، يستطيع أن يدرك مكانته العظيمة في تاريخ الحياة الإسلامية الأخلاقية والوجدانية مما تركه في أيدي الناس يتداولونه ويتدارسونه فيما بينهم، معجبين مأخوذين بهذه العبقرية الفذة التي لا يجود الزمان بمثلها إلا في فترات قليلة.

أما غزليات السعدي فيمكن أن تقول إنه مبتكر فيها، فقد تضمنت أبدع الإحساسات، في روح صوفية، فلم يبلغ شاعر آخر ما بلغه فيها. مع أنه يتضح من حكايات السعدي، وحكمه أنه اندمج في زمرة رجال الصوفية، لكن لم يكن من أولئك الذين نفضوا أيديهم من شؤون الحياة، ولا من الذين لجأوا إلى  الاعتزال، بل كان له لطافة أفكارهم، وإشراق نفوسهم، في حياة معتدلة، وعمل متزن.

وكان تأثير السعدي في الناحيتين الأدبية والأخلاقية لا حد له، ليس في فارس وحدها، بل في العالم أجمع.

 وقال الدكتور نور القضاة «دكتور في اللغة الفارسية»: أن سعدي الشيرازي يعد من أبرز الشعراء الأيرانيين الذين لمعوا في مجال الغزل فقد أضاف سعدي إضافات مهمة  على الغزل الفارسي حتى أنهم عدوه أحد المجددين وأحد أركان هذا النوع الأدبي في إيران بالأضافة إلى انه كان مبدعا في القصيدة الفارسية ولا يجاريه في هذا المضمار شاعر آخر، لكن ما يشد انتباهنا هي تلك الأشعار العربية التي تقرأها في ديوانه والتي برأيي لم يكتب للكثير غيرها النجاة من حوادث الزمان وأفعال الإنسان فبعضها التي لم يتبق منها سوى بيت او بيتين لا يستطيع الإنسان إن يقنع نفسه بأنها ليست مطلعا فاخرا يسمو الى مستوى الغزل العربي.

تعرّف المستشرقون الأوروبيون على آداب الشرق واشهرها الادبان الفارسي والعربي وبشوق وافر أقدم بعض المستشرقين على ترجمة النصوص الادبية الشرقية الى اللغات الغربية والاوروبية، ومن بين هذه النصوص كتاب کلستان للشاعر والاديب الايراني الشهير سعدي الشيرازي وهو كما قدمنا نتاج ادبي منثور واهم نثر خلفه سعدي من ورائه ليأخذ مكانه في جنائن الادب.

 وعن الشاعر سعدي شيرازي يقول المستشرق الغربي غارسين دناسي ان سعدي هو من اهم الكتاب الايرانيين وانه مشهور ومعروف عند عموم الناس في أوروبا.

ومن الضروري ان نذكر هنا ان الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوغو صاحب كتاب البؤساء المعروف قد تأثر في كتاباته بقصص سعدي التي اوردها في مؤلفاته.

وأما سعدي في الادب العربي وعند ادباء العرب لا سيما المعاصرين منهم فهو موضوع غني عن البيان والتعريف، ولعل القارئ يشاركنا هذا الرأي لاسيما وان بعض الدراسات الاكاديمية قد تناولت سعدي الشيرازي حياة وشعراً وأدبا وتاريخاً.

وفي 20 نيسان في التقويم الرسمي الإيراني هو يوم تخليد الشاعر، حيث تقوم في هذا اليوم العديد من الاحتفالات والمراسم الثقافية على المستويين العالمي في مختلف مدن العالم وعلى المستوى المحلي في شيراز وتشتمل على اقامة أمسية شعرية ونثر الزهور على مقبرة الشاعر حافظ وازاحة الستار عن طبعات جديدة من ديوان شعره واطلاق الالعاب النارية.

× مقبرة سعدي الشيرازي، انظر جميع الصور هنا.
مقبرة سعدي الشيرازي
ما هي فكرتك حول مقبرة سعدي الشيرازي ?
اسم
البريد الإلكتروني
تعليقات